الإثنين, 2010-05-03 01:41 نوارة نجم
نشرت صحيفة «تورنتو صن»، في عددها الصادر بتاريخ 25 أبريل 2010، مقالا للكاتب والمحلل السياسي الكندي إيريك مارجوليس، بعنوان «مصر قنبلة موقوتة».
لا يهمني النتيجة التي خلص إليها في نهاية مقاله إذ قال: «تأمل واشنطن في تنصيب (لحكم مصر) جنرال متواطئ آخر لتحتفظ بولاء قوات الأمن قبل أن ينفجر الغضب المكبوت علي مدي 30 سنة من ديكتاتورية مبارك، والإخصاء السياسي المصري، والعطش للتغيير، والفقر المؤلم، ليتحول إلي بركان».
هذا كلام نعرفه، لكنني لم أكن أتصور أن محللاً سياسيًا بحجم إيريك مارجوليس يكتب في مقاله الجمل الآتية بوصفها تحصيل حاصل، وحقائق معروفة: «مبارك، وهو جنرال جيش، كانت الولايات المتحدة وضعته في سدة الحكم، بعد مقتل الرئيس السادات الذي عمل مع السي آي إيه (المخابرات المركزية الأمريكية) منذ عام 1952»!!!! ثم قال: «تدفع الولايات المتحدة الأمريكية 1.3 مليار دولار لإرضاء الجنرالات، إلي جانب 700 مليون دولار للاقتصاد، هذا بخلاف رواتب الـ «سي آي إيه»، والكميات الكبيرة من القمح منخفض السعر». وأضاف: «مبارك هو حجر الزاوية للهيمنة الأمريكية علي الشرق الأوسط».
هذا الكلام نقوله كنوع من أنواع الظن الآثم، ويرد علينا كتاب الصحف القومية متهمين إيانا بالخرف والإيمان بنظرية المؤامرة، لم أتخيل يوما أن يكتب في صحف عالمية، بقلم واحد من أهم المحللين السياسيين، وكأنها معلومات معروفة للعامة والدهماء والغوغاء. ونحن نجلس هنا فاغرين أفواهنا مبتسمين في سعادة غير مبررة. أيوه، نحن نقول هذا الكلام، لكننا نريد شخصا يكذبنا، ونريد من يطمئننا قائلاً إننا شكاكون بشكل مبالغ فيه، لا أن تؤكده «ترونتو صن» ساخرة من سذاجتنا. أضاف مارجوليس: «لفترة طويلة كان مبارك حليفًا رئيسيًا لإسرائيل في ضرب الإسلاميين والقوميين»!
وبدون أي مراعاة لمشاعرنا، وبدلا من أن يقول لنا: انتقلتم إلي الرفيق الأعلي، فاجأنا بغلظة قائلا: إنتم متم؟ إذ أكد مارجوليس أنه جار البحث الآن، بواسطة الـ «سي آي إيه»، عن جنرال آخر يحل محل مبارك ويحقق نفس الأهداف والمصالح، خاصة مع غياب المعارضة المصرية «المعتدلة» - بقول آخر: التي تتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية وتخدم مصالح إسرائيل علي حسابنا، كما أنه من الأفضل تعيين جنرال، وأهو اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش، وقد جربنا الجنرال وقضينا معه شهر عسل طويلاً، وكانت أسعد زيجة، وعشنا معه في ثبات ونبات وأنجبنا مصائب وخرابات.
بخلاف الكلام الصادم الذي يتعامل معه مارجوليس بوصفه بديهيات، لم يذكر إيريك مارجوليس الشعب المصري وإرادته ورغباته، وكأننا كُتب علينا أن نكون «طرشًا» و«عما» في زفة السي أي إيه التي هبدها علي رءوسنا. لم يذكر الشعب إلا في عبارات قصيرة لها علاقة بما «يضمر» وما «يقبل» وما «يضطر إليه». وكأننا حقيبة تائهة في مطار.
ما هذا الكلام الذي كتبه إيريك مارجوليس؟ أريد توضيحا، وردا مفحما، الشك حيقتلني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق