الصحفيون الذين يقبضون من الطغاة طغاة أيضا
( هام )http://www.youtube.com/watch?v=f_snJVcEwpg
فى الأونة الأخيرة رأيت على بعض مواقع الأنترنت بعض التقيأت من من تعتبر نفسها لست أدرى كيف تنسب الى عالم الصحافة والأعلام وتنوير العقل فى مثل هذا البرنامج الغريب والعجيب المتمسى بـ 48 ساعة الذى تقدمه هناء السمرى وسيد على وكم كنت أرى به كل ما هو بعيد عن كل أصول الأعلام بل ينم على عقول ممسوخة تماما وتعتبر أن قرائها ومتلقيها هم جميعا من الأغبياء وهنا دارت أشياء عدة فى رأسى كيف وصلنا لهذا الأنحطاط الفكرى وعدت بالذاكرة لم ينقطع يوما وأبدا أن يكون هناك من هم أبواق للديكتاتورية وقبحها على مر العصور سواء بشكل مباشر مثل موسى صبرى أو سمير رجب ومن بصورة غير مباشره ولكنهم أبواق للديكتاتورية أمثال مصطفى بكرى الذى هو جزء مصطنع من عبائة الديكتاتورية ومقصود به بعض التنفيس ليس أكثر ولكن أى مبتدأ ولديه أوليات الفهم والحياد يعلم هذا وقمت ببعض المقارنة السريعة بين هؤلاء وبين هذا الثنائى الغريب الذى لايمت للفهم وأصول الأعلام بأى صلة ولكن عدت وأعادنى الى نفسى شيئين الأول هذا هو أفرازات الأعلام الذى أسسه ( موافى المورد) المعروف بصفوت الشريف هذا هو ما يريده نظام حسنى مبارك الدموى والديكتاتورى وفاقد الشرعية والدستورية جملة وتفصيلا لا يريد غيرعقول خربانه وأبواق أهم مقوماتها الجهل ولكن قلت لنفسى ماذا حدث للمرآه المصرية هل وصلت لهذا المستوى من الهبوط فسريعا قفز الى مخيلتى بعض ما رايته مرات عدة على مواقع النت لمثال وأمثلة مشرفة للمرآه والفتاه المصرية أسراء عبد الفتاح ومن هم مثلها فهم أكبر منا جميعا قدرا لأنهم يبحثون عن الحرية والفهم ويضحون من أجل مستقبل مشرق لأبنائهم فكم يعيدون الحياة لأنفسنا والأمل الذى كدنا أن نفقده ويثبتون أن مصر ولادة ولم تعقم بعد وهذا ما يعيد لنا بعض الأمل فكما هو دائما القبح موجود فهناك مقابله الجمال وأقصد جمال العقل والتنوير وأخيرا و ابدا لايصح الأ الصحيح هناك قبح هناء السمرى وسيد على الذين لايعرفون غير طريق الخنوع والركوع ولكن بكل أسف لغير الله وهم ومن على شاكلتهم الى زوال وهناك من هو الشعلة التى سوف تعيد الكرامة لمصر وهم الأمل أمثال شباب جميل يقرأ ويطلع وتأكد لديه أن مصر تستحق افضل من هذا المستنقع الديكتاتورى وهم الذين سوف يعيدون مصر جمال حمدان مصر التنوير والفهم والقبول بالأخر أما من هم مفرضون فرضا من الديكتاتورية ويظهرون علينا بقبحهم وغبائهم على القنوات وهم فى الحقيقة حين تراهم لاترى الا من ولست أدرى لمذا حين أرى هناء السمرى وأسلوبها أرى ويقز الى مخيلتى أنسانه أمام طشت غسيل أو أكبر حلة محشى وأتذكر ما قيل
حملت دمامة وحملت لؤما فذاك اللؤم تتبعه الدمامه
وعلى إمتداد حياتي سواء فى مصر والعالم العربي والغرب تعرفت إلى العديد من الصحفيين العرب والذين بات بعضهم بين عشية وضحاها من أهل النعمة والترف ويعيشون في بحبوحة من العيش تاركين وراءهم شعارات من قبيل نصرة المستضعفين وفضح الطغاة وإستخدام القلم للإنتصار للقضايا الكبرى, وصاروايمتطون الشبح و لديهم عشرات الحسابات هنا وهناك في مختلف العواصم التي يترددون عليها , وهناك من كان يفطر مع نظام عربي ويتغذى مع آخر و يتعشى مع ثالث وهلمّ جرّا ..
وكثيرا ما كانت الأجهزة الأمنية في عالمنا العربي تسعى لإقامة علاقات مع صحفيين وتتحقق الخدمة المتبادلة يحصل على إثرها الصحفي على إمتيازات و عطاءات من الأموال المسروقة من الشعوب المستضعفة , وقد أحسنت النظم الديكتاتورية العربية في إستخدام العديد من الصحفيين والأقلام ومن خلال هؤلاء الصحفيين الطغاة أيضا مررت السلطات عشرات المشاريع والرؤى وتحولّ الصحفيون إلى مروضين , يروضّون الإنسان العربي لصالح الطغاة والقبول بكل ما يصدر عنهم .
وقد وقع تداخل بين المال والصحافة , وبين الأجهزة الأمنية ودوائر السلطة والصحافة , إلى درجة أنّ الصحافة لم تصبح سلطة رابعة بقدر ما أصبحت حصان طروادة السلطة والتي كانت تشرعن ما تقدم عليه هذه السلطة من خلال توجيهات الصحافة و تبريرات الصحافة , وحصل الصحفيون الذين خانوا أمتهم ومبادئهم على فيلات وسيارات وعلاوات ومناصب و أضواء هنا وهناك ومرافقة للسيد الرئيس الطاغية والجلاد في رحلاته الإستجمامية إلى الدول الغربية وغيرها , و إذا كان هذا وضع الصحافة الرسمية فإنّ صحف المعارضة لم تسلم من الإختراق من قبل الأجهزة الأمنية الغربية والسفارات العربية حيث وصلت المبالغ التي حصل عليها بعض رؤساء التحرير إلى حدود الخيال وكل ذلك كان يتم تحت عنوان هديّة و دعم لهذه الصحيفة وتلك , ومازلت أتذكّر كيف حصل رئيس تحرير جريدة عربية مرموقة على مبلغ ثلاثين مليون دولار من رئيس عربي , وأخر كان ينتظر في البلاط الأميري يومين ليحظى بمقابلة الأمير أو ولي العهد ليحصل على حصته من أقوات الشعوب المسروقة , وهناك من حصل على سيارة وهناك من حصل على بيت وإمتلأت بطون العديد من الصحفيين من الحرام , ويستوي في هذا أصحاب كل الإتجاهات , والذي أعجب له أنّ الماركسي كان يقبض من دولة ليبيرالية و الإسلامي من دولة ماركسية أو إشتراكية والقومي من دولة قطرية , وبسطاء الناس عندما يقرأون بعضا من هذه الصحف يحلو لهم ما يرد فيها ولا يعرفون أنّها جزء من ألاعيب الأجهزة الأمنية التي تنص إستراتيجيتها على إستراتيجية اللاإستراتيجية .
و قد قيل لأحد ألأحرار والشرفاء من أحد الصحفيين العرب لماذا لم تستقّر في العالم العربى فأجابه بأنّ مصيبتي أنني أعرف أكثر من غيري وأحيانا تكون المعرفة وكثرة المعلومات مضرّة , ولهذا إنتهى بي المطاف في شمال العالم , وعلم الله لو أنني أفتح كل الملفات وأتكلم بشكل مباشر لأنهارت الكثير من الأسماء , وكثير ما كان بعض رؤساء تحرير يعترضون على أمريكا و سياستها وبعد ذلك يتغذون مع السفير الأمريكي في عاصمة بلادهم , وكنت أعرف صحفي عربي في جريدة مرموقة فسألت عنه يوما فقيل لي إشترى بيتا رائعا في أحد أحياء لندن الراقية وقد كان بالكاد يجد قوتا لأولاده . وكان كل مناه فى هذه الدنيا الحصول على شقة غرفتين فى مايعرف بعمارات صقر قريش فى صحراء المعادى
وكثيرا ما أفسد المال الرسمي العربي المسروق من أفواه المستضعفين الذمم وقد دخل على خط الصحافة العربية والإعلام العربي المرئي مال الإستخبارات الأمريكية حتى بتنا نسمع عن صحفيي ومثقفي الإستخبارات الأمريكية العرب . وعندما يدمن الصحفي العربي المال الحرام يحلو له ذلك خصوصا وأنّه عندما يحظى برضا السلطات فإنّه يدخل في دائرة إمتيازاتها ونعمها و للسلطة نعيم وبريق خاص كثيرا ما ينطلي على الذين لا يتقون الله ولا يؤمنون حقيقة باليوم الآخر , لكن إذا لم يفضحهم الحاضر فسوف يفضحهم التاريخ والمستقبل , وفي هذا السياق أقول لا فرق بين هذا الطاغية وذاك الطاغية
والصحفي الشحّاذ الذي يقبض هدية أو عطيّة من طاغية مستبد أو من جهاز أمني قمعي هو صحفي طاغ أيضا بل كلب وحقير , لأنّه خان أهم سمة في المهنة وهي عدم بيع المبادئ الكبرى التي لأجلها قام الفكر الحق والثقافة الحقّة .
ولا يجب أن نلعن الطغاة الذين صادروا حياتنا ومقدراتنا فقط , بل علينا أن نلعن أي صحفي قبض أي مبلغ حتى لو كان ضئيلا من أي طاغية كان في المشرق العربي أو المغرب العربي , وعلينا أن نلعن أي صحفي يمجّد الظلم و يسكت عن الظالمين بل ويشرعن ظلمهم فالحرّ يجب أن يبقى ويموت حرّا , ولعن الله أموال كل الطغاة إذا كانت ستخرس الحق .
وما زلت أتذكّر عندما كان أحد الأحرار محاصرا في فى مصر ممنوعا من السفر , إلتقى بوزير الداخلية في ذلك الوقت حسن أبو باشا فقال له : أطلب ما تريد نعطيك ,فقال له إعطني جواز سفري , فقال له عجيب أمرك أعرض عليك الدنيا وتريد المنفى , فقال أن ألقى ربي منفيّا خير لي من أن ألقاه خائنا مجرما في زمرة المجرمين , ومنذ ثلاثة عقود وهو يجول الأمصار مات الكثير من أهله وأخيه الكبير الذى رباه وكان الأب بعد موت أبيه فى حرب الأستنزاف فى 68, ورغم كل ذلك يستحيل أنّ يقول لأيّ طاغية كائن من كان : أنت رمز العدالة , كما حدث مع طغاة العالم العربي , ومن هذا المنطلق فكل صحفي يقبض من الطغاة هو طاغية وعلينا أن نلعنه كما نلعن الطغاة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق