فاطمة عبد المنعم ( بر مصر ) :: بتاريخ: 2010-03-13
قامت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية برثاء شيخ الأزهر مؤكدة أن كان مثالا للاعتدال وكثيرا ما جلب على نفسه انتقادات المتطرفين الإسلامية خاصة في موقفه من اليهود وإسرائيل
وأشارت الصحيفة الصهيونية إلى أنه منذ عام 1996 شغل طنطاوي منصبه الديني الهام جدا بالعالم السني وخلال ال14 عاما الأخير اتخذ خطا معتدلا ضد التطرف المتعاظم والمتزايد لافتة إلى أنه التقي بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وحاخامات يهود وكان معارضا للعمليات الفدائية ودعم الجدار الحدودي بين مصر وغزة كما أصدر فتاوى ضد ختان الإناث .
وأضافت الصحيفة أن عددا من الألقاب صاحبت اسم طنطاوي في الأنباء عن وفاته منذ أيام من بينها " الإصلاحي " أو " الشجاع بالمعارك " وهي الأنباء التي امتلأت بها الصحف العربية لتشير إلى وفاة طنطاوي ذو ال82 عاما والذي ترأس مؤسسة الأزهر أكبر هيئة تشريعية إسلامية بالقاهرة .
وأشارت يديعوت إلى أن المؤسسة الدينية التي أقيمت في نهاية القرن العاشر وتشمل أهم جامعة في العالم السني ـ يقصد الأزهر ـ تعد مركز التشريعات في العالم الإسلامي ومركز للقوة الدينية ، لكن طنطاوي لم يكن يعلم منذ 14 عاما أي فترة زمنية هو مقبل عليها موضحة أن "العمليات الإرهابية" التي بدأت في منتصف التسعينات تزايدت مع الانتفاضة الثانية عام 2000 وأثيرت تساؤلات تشريعية صعبة ، ووقتها لم يتردد طنطاوي في اتخاذ مواقف شجاعة إزاء تلك التساؤلات معارضا بهذا التيار المتطرف الذي تنامى .
ولفتت إلى أن احد الفتاوى الهامة لطنطاوي كانت تلك التي حدد فيها مفهوم الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي على أنه فريضة مفروضة على الكل لا الفرد مضيفة ان تلك الفتوى كانت ضد فتاوى أخرى لأقطاب إسلاميين رأوا في الحرب ضد تل أبيب فريضة على كل مسلم موضحة أن الفروق بين الاتجاهين اتجاه طنطاوي واتجاه المتطرفين كانت فروق شاسعة خاصة أن شيخ الأزهر أكد أنه من الممنوع على أي إنسان وبقرار شخصي عبور الحدود مع إسرائيل لمحاربة الأخيرة كما أعلن معارضته ضد العمليات الاستشهادية موضحا أنه من المحرم قتل الأبرياء .
وأضاف يديعوت أن طنطاوي كان أحد أصحاب الفتاوى الرافضين لتيار تنامى وتصاعد في العقد الأخير ضد كلمن واشنطن وتل أبيب حيث دعا إلى عدم لعن اليهود والأمريكيين بل الاكتفاء بالدعاء لهم كي يستقيموا ويتراجعوا عن أخطائهم وذنوبهم ، لافتة إلى طنطاوي لم يكتف بالكلام فقط بل إنه رافق كلامه بالفعل عندما التقي مع حاخامات يهود بمكتبه الأمر الذي تعرض بسببه لانتقادات شديدة وشارك في مؤتمر دينية بجانب حاخامات وكانت قمة ما فعل هو مصافحته و"بحرارة" للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز خلال مؤتمر حوار الاديان منذ حوالي العالم .
ورأت الصحيفة ـ الصادرة بتل أبيب ـ أن مواقف طنطاوي لا تتفق مع النغمة السائدة في الشرق الأوسط خلال السنوات الاخيرة ، لكن شيخ الأزهر قام بتدعيم خط الاعتدال داخل مصر عندما أقام علاقات طيبة مه البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط المصريين وهذا على الرغم من تزايد التوتر بين المسلمين والأقباط في مصر وتنامي أحداث العنف بينهما بين الحين والاخر .
في النهاية ذكرت يديعوت أن هناك لقاءا جمع بين الرئيس الفرنسي نيكلاي ياركوزي حينما كان وزيرا للداخلية ، وطنطاوي أبدى فيها الأخير دعمه لقرار حكومة باريس بحظر ارتداء النقاب في فرنسا وهو ما قوبل باعتراضات وانتقادات ضد شيخ الأزهر من قبل المعسكر الإسلامي المحافظ وعلى رأسسهم حركة الإخوان المسلمين ، مضيفة أن أحد فتواه التي أصدرها في أيامه الاخيرة أعرب فيها عن دعمه لإقامة عائق فولاذي على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة وقال أن الامر يأتي للحفاظ على أمن مصر .
وقالت الصحيفة الإسرائيلي أن " الرجل الشجاع" التسمية التي أطلقت على طنطاوي خلال حياته لم تأتي من فراغ أو أطلقت عليه مجانا موضحة أنه من الصعب الاعتقاد ان خليفته أي كان هو يمكنه أن يحمل صفة الاعتدال والأصرار التي كان يحملها شيح الأزهر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق