أخذت أقلب فى القنوات الفضائية لعلى أجد أخبار إضافية عن نتائج المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب وكانو قد أعلنوا فى الصباح الفوز شبه المؤكد لحوالى 14 عضوا من أعضاءالاخوان المسلمين و توقفت عند قناة المصرية التى دائما ما امر عليها مر الكرام نظرا للمستوى الضعيف اللتى تتميز به برامجها, ولكن شيئا ما جذبنى الى مشاهدة البرنامج الذى كان يعرض ليس لجودته و لكن لأرى كيف يفكر هؤلاء الناس فى هذا الجو الملتهب من الانتخابات.
كان كل شيئ هادئا فى هذه القناة كالعادة برنامج عادى و كأن لا شيئ يحدث بالخارج أو أن الأمر لا يعنيهم , أو كأنهم يعيشون فى كوكب اخر غير الذى نعيش فيه نحن, فى حين كانت قنوات مثل الحرة أو الجزيرة أو العربية ينقلون مباشرة من مواقع الاحداث كل خمسة دقائق ويذيعون تحليلا كاملا كل ساعة تقريبا ,و على اى حال من الأحوال ليس هذا ما أرغب فى توضيحه اليوم وأرجع الى حديثى.
المهم أننى جلست أستمع الى ما يقولون, كان هناك مذيعا ضعيف البنية يرتدى نظارة طبية وبدلة متوسطة المستوى وقميص أبيض بلا جارافتة , لا اتذكر اسمه فأنا لست شغوفا بأسماء المذيعين ورغم مظهره البسيط فقد يتضح لك من طريقة كلامه ومن نظراته أنه أنسان مثقف و كان ضيف البرنامج رجل كبير فى السن ممتلئ الجسم قصير الطول ,ذو كرش كبير ممتد أمامه,وكان يرتدى بدلة رمادية اللون شبيهة بالبدل العسكرية, وضعت عليها بعض النياشين المهم اتضح لى من الحوار أنه كان رئيس أركان هيئةالطيران المصرى فى يوم ما ,و كان موضوع الحلقة هو حياة حسنى مبارك و بدأ الضيف يتحدث عن ذكرياته مع حسنى ثم بدأ يسترسل فى توضيح أهم مميزات هذا الحمار من انسانية و ذكاء و الذى منه و المذيع منسجم معه و يجاريه مبتسما احيانا او مكملا لحديثه احيانا أخرى,و بدء الرجل يسرد بداية معرفته بحسنى مبارك و عن مواقف حسنى الانسان و الاب وكيف أنه يقوم بتلميع أحذيته و أحذية الاولاد بنفسه , أحسست أن المذيع قد بدا ينتغص و لكنه ظل رابط الجئش و الا يودى نفسه فى داهية كما يقولون.
و هنا سأل المذيع الضيف:
-بصفتك مقربا من السيد الرئيس هل فكر الرئيس حسنى مبارك فى ترك الحياة السياسية فى يوم من الأيام يعنى ألم تراوده هذه الفكره؟؟؟
تنحنح الضيف ثم بدأ يمهد للاجابة بسلسلة طويلة من الروايات و الامثلة عن طهارة وجدية ونظافة وورع الأخ حسنى, فقال أن الرئيس لم يتعود منذ أن كان فى سلاح الطيران من ترك مكانه إلا إذا قام بوضع شخص يعرفه ويثق فية مكانه.
ثم استطرد فى الحقيقه أن الرئيس قد ذكر له ذات مرة أنه يرغب فى ترك الحياة السياسية و أن يتفرغ لممارسة هواياته فى القصر, وبدا الأندهاش واضحا على وجه المذيع من إجابة الضيف واندهشت أنا معه وكنت أستطيع أن أشعر كيف بدأ عقله يدور ربما مليون دوره فى الثانية لكنه لا يريد أن يفضح عن مشاعره أمام الضيف, وقد كان عقلى أنا الاخر يدور بنفس السرعة, كان السؤال الذى يدور فى خلده كما دار داخلى أيضا هو كيف إذا ترك الرئيس الرئاسة سوف يظل يمارس هواياته داخل القصر؟!!!
ففى حالة ترك أى رئيس لمنصبه فانه يلزم عليه أن يترك جميع القصور المملوكة للدولة.
و لكن الضيف بذكائه فهم ما يريد أن يقوله المذيع و بدأ يوضح بأن الرئيس لم يقبل أن يعيش فى قصر تملكه الدولة فالرئيس رجل نزيه ويا ليته ترك الموضوع رهن التهيئات ولم يوضح ,فقد انفخرت أنا من الضحك فشر البلية ما يضحك كما يقولون, لم أكن أتخيل أن هناك أدميين ما زالوا يتخيلون أننا نعيش فى عهود الكوكو واوا كما يتخيل جكام مصر وأن تصل درجة الاستهبال الذى يستخدمونه معنا الى هذا المستوى, أما المذيع المسكين فلم ينبش بكلمة أخرى الى أن ودع الضيف فى نهاية الحلقة,
أتدرون أخوانى و أخواتى ما هى تلك الفجيعة اللتى جعلتنى لا أتمالك نفسى من الضحك و تلك التى جعلت المذيع لا ينبش بكلمة؟
تلك الفجيعة كانت رد الضيف عندما نظر له المذيع مستفهما وكأن عينية تقول أنا موش فاهم حاجة الله يخرب بيوتكم أنتم هتعملو ايه فى مصر اكثر من الخراب اللى عملتوه ده؟؟؟
نعم القصر أجاب الضيف موضحا لقد قام الرئيس بشرائه و هو ملك خاص به الان واستطرد يوضح أن الرئيس قد تفاوض مع أصحاب الأرض الأصليين قبل أن يقام القصر أصلا و قد نجح الرئيس الفلتة بسلامتة من الوصول الى الورثه و شراءه منهم اللهم صلى على النبى ونعم الذمة و الضمير فهل هناك شعوب يمكن تساق بهذا الاستهتار؟؟
حتى أعتى دكتاتورات العالم وأغبى الديكتاتورات التى أفرزتها النظم الدكتاتورية يمكن أن يتجرأ بفعل هذا؟؟؟
هل وصل الإستهبال بأشباه الرجال هؤلاءالى هذا الحد ؟؟؟؟
و هل وصل الانحدار والاستهتاربهذا الشعب ال هذا المدى؟؟؟
وهل نظل صابرين على شخص كهذا يتحكم فى ممتلكاتنا و يرث مصائرنا غصبا عنا و نقبع ساكنين بهذه الطريقة المهينه؟؟
أفيقوا فهذا الحمار يستخف بنا, و يجب أن نقف أمامه جميعا و نقول له لا ,إننا لسنا سفهاء ولا نريد حميرا يحكموننا, إننا لسنا ضعفاء الى ما لا نهاية يجب أن نقف صفا واحدا و نريه أننا أقوياء وأنك يجب أن ترحل فقد انقضى العهد الذى يساق فيه الشعب و يعامل على أنه مجموعة من السفهاء أو يحكم من قبل سفيه مثلك...
لا حول ولا قوة إلا بالله
ردحذفحسبنا الله ونعم الوكيل...
ردحذف