مصر المستقبل هى مدونة مصرية تهدف إلى كشف الفساد فى مصر بهدف الوصول لمستقبل أفضل لبلدنا الغالية مصر...
المقالات التى بالمدونة ليست جميعها للمدون وقد تكون منقولة من جرائد أو مدونات أخرى وقد تم إعادة نشرها رغبة فى توصيل أصوات أصحابها للقارئ المصرى المثقف,,,

الأربعاء، 21 أبريل 2010

إِلَى الْمَجْلِس الَّذِي انْقَلَب عَلَى دِيَن الْلَّه وَغَدِر بِعُبَّاد الْلَّه


أَخْرَج الْإِمَام أَبِو دَاوُد وَالْتِّرْمِذِي وَأَحْمَد عَن جَابِر رَضِي الْلَّه عَنْه قَال: قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :" الْمَجَالِس بِالْأَمَانَة إِلَّا ثَلَاثَة مَجَالِس، مَجْلِس يُسْفَك فِيْه دَم حَرَام، وَمَجْلِس يُسْتَحَل فِيْه فَرْج حَرَام، وَمَجْلِس يُسْتَحَل فِيْه مَال مِن غَيْر حَق"


إِن جَرِيْمَة وَاحِدَة مِن تِلْك الْجَرَائِم كَافِيَّة لِإِهْدَار كَرَامَة الْمَجَالِس؛ وَسُقُوْط اعْتِبَارُهَا فِي مِيْزَان الْلَّه؛ وَعِنْد عِبَاد الْلَّه؛ فَكَيْف بِهَا إِذَا اجْتَمَعَت فِي مَجْلِس وَاحِد – كَمَا هِي الْيَوْم- ثُم أُضِيْف إِلَيْهَا جَرَائِم أُخْرَى غَيْرَهَا مِن مِثْل التَّهَرُّب مِن أَدَاء وَاجِب الْتَّجْنِيد ، وَتَهْرِيب الْبَضَائِع، وَكَان مِن أَعْضَاء تِلْك الْمَجَالِس مَا عَرَف بْنُوَّاب الْقِمَار، وَنُوَّاب الْقُرُوض، و نُوَّاب الْدَّم الْفَاسِد، و نُوَّاب الْعِبَارَات الْهَالِكَة الْمُهْلِكَة،و نُوَّاب "سَيَدَيْهَات" الْجِنّس مَع حَصَانَة بُذِلَت مِن الْنِّظَام

لْمُجَرِمِيُّهَا ؟

إِنَّهَا وَالْحَال هَكَذَا تَكُوْن تِلْك الْمَجَالِس قَد اسْتَحَقَّت الْمَقْت مِن الْلَّه وَاسْتَوْجَبْت مِن الْنَّاس الْتَّبَرِّي مِنْهَا وَاللَّعْن لِأَهْلِهَا حَتَّى لَا يُصِيْب الْأُمَّة مَا أَصَابَهَا أَو يَنْزِل بِهَا مِثْل مَا هُو نَازِل بِأَهْلِهَا إ نَشَاء الْلَّه عَن قَرِيْب بَعْد مَا جَاهَر مُجَرَّمُوْهَا بِسَب دِيَن الَهَظ وَكَشَفُوا عَن سُوَء طَوِيَّتِهِم تُجَاه عِبَاد الْلَّه؟!

إِن بُرُوْز وَاحِد بِالْتَّعَاطِي الْوَقِح لِلْفُجُور مَع صَمْت الْنَّاظِرِيْن إِلَيْه وَالْسَّامِعِيْن لَه يَجْعَلُهُم جَمِيْعَا فِي شَرْع الْلَّه بِمَنْزِلَة وَاحِدَة فِي الْجَرِيمَة كَمَا قَال تَعَالَى فِي شَان قَوْم صَالِح عَلَيْه الْسَّلَام (كَذَّبَت ثَمُوْد بِطَغْوَاهَا ) (إِذ انْبَعَث أَشْقَاهَا) (فَقَال لَهُم رَسُوْل الْلَّه نَاقَة الْلَّه وَسُقْيَاهَا) ( فَكَذَّبُوْه فَعَقَرُوْهَا فَدَمْدَم عَلَيْهِم رَبُّهُم بِذَنْبِهِم فَسَوَّاهَا) (الْشَّمْس 11 :14) وَالدَّمْدَمَة هِي الْغَضَب وَمَا يَتْبَعُه مِن تَنْكِيل، تَمَامَا كَمَا فَعَل هَذَا الْنَّائِب الْأَحْمَق الَّذِي سَب دِيَن الْلَّه بِالْمَجْلِس يَوْما وَهُو آَمِن مِن غَضَب هَذَا الْمَجْلِس ، ثُم قَذَف أَعْرَاضَا بَرِيْئَة وَهُو كَذَلِك قَد أَمِن شَر الْمُسَاءَلَة و الْمُؤَاخَذَة ، ثُم جَاء أَخِيِرَا يَطْلُب بِلِسَان الْحَصَانَة الْمُقِيْت ضَرَب الْمُعَارِضِيْن لِحِزْبِه بِالْنِّيْرَان الْحَيَّة، فَحَمَّل مَجْلِسِه التَّبِعَة كَمَا حُمِّل أَشْقَاهَا قَوْم ثَمُوْد الَّذِيْن لَم يَضْرِبُوْا عَلَى يَدِه ، وَعُدُّوا جَمِيْعَا أَنَّهُم عَقَرُوْهَا.، فَسَوَّى الْلَّه أَرْضَهُم جَمِيْعا بِذَنْب هَذَا الْمُجْرِم الْأَحْمَق فَجَعَل عَالِيَهَا سَافِلَهَا ، ( وِلَا يَخَاف عُقْبَاهَا) وَالَّذِي لَا يَخَاف الْعُقْبَى يَفْعَل مَا يُفْعَل و يَبْلُغ غَايَة الْبَطْش حِيْن يَبْطِش ، وَتِلْك هِي بَعْض نَذْرِه جَل جَلَالُه يُرْسِل بِهَا إِلَى الَّذِيْن ظَلَمُوَا أَنْفُسَهُم وَالَّذِين اتَّبَعُوْهُم عَلَى ظُلْمِهِم ؛ سَحَابَة بُرْكَان

" آيسلنِّدا" يُحَاصِر بِهَا الْلَّه رَبُّنَا الْعَالَم الْظَّالِم كُلِّه الْيَوْم حَتَّى يَكَاد يَشُل بِه حَرَكَة الَّذِيْن خَرَصُوا عَلَى حِصَار الْمُسْتَضْعَفِيْن بِغَزَّة؛ بَل وَكَانُوْا مِن قَبْل لَه مِن الْمُمَهِّدِين أَوْرُبَّا وُحُلَفَائِهَا ( وَكَذَلِك أَخْذ رَبِّك إِذَا أَخَذ الْقُرَى وَهِي ظَالِمَة إِن أَخْذَه أَلِيْم شَدِيْد) (هُوْد:102) وَعِنْد رَبَّنَا مِن أَسْبَاب الْهَلَاك لِلْظَّالِمِيْن مَالْا يُحَاط بِه أَو يُوَقِّف عَلَيْه ( وَمَا يَعْلَم جُنُوْد رَبِّك إِلَّا هُو وَمَا هِي إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَر)(الْمُدَّثِّر: مِن الْآَيَة31)

إِن مَا جَاء بِه هَذَا الْعُضْو الْأَحْمَق وَفَّاه بِه مِن جَرَائِم قَد فَاقَت فِي حَجْمِهَا جَرِيْمَة هَذَا الْأَشْقَى الَّذِي لَم تَتَجَاوَز جَرِيْمَتِه الِاجْتِرَاء عَلَى آَيَة مِن آَيَات الْلَّه الَّتِي هِي الْنَّاقَة؛ فَذَبَحَهَا وَالْقَوْم حُضُوْر لَم يُنْكِرُوْا عَلَيْه ؛ أَو يَأْخُذُوَا عَلَى يَدَيْه ، أَمَّا هَذَا الْأَحْمَق فَقَد سَب دِيَن الْلَّه مِن قَبْل فِي مَجْلِس الْشَّعْب الْمُوَقَّر ، وَقَذَف وَرَمَى الْأَعْرَاض الْعَفِيفَة فِيْه ، ثُم جَاء يُطَالَب بِقَتْل الْمُعَارِضِيْن لِحِزْبِه، وَلَمَّا وَوَجْه عَلَى الْهَوَاء بِجَرِيْمَتِه تَحَرَّش بِأَلْفَاظ نَابِيَة بِإِحْدَى الْسَّيِّدَات الَّلاتِي جِئْن لْمُحَاجَجَتِه غَيْر آَبِه بِخَلْق وَلَا دِيَن ، ثُم لَمَّا أَن أَرَاد أَن يَنْتَفِي مِمَّا ثَبَت عَلَيْه أَوْرَد نَفْسِه شَر الْمَهَالِك فَكَذَّب وَأُعْلِن بِكُل قُحَّة أَنَّه يُطَالَب بِإِطْلَاق الْنَّار عَلَى كُل خَارِج عَن الْقَانُوْن، فَكَان بِذَلِك هُو أَوَّل الْمُسْتَحِقِّيْن لِهَذَا الْطَّلَب حَيْث إِنَّه قَد خَرَج عَلَى الْشَّرْع وَالقْاانُون وَكُل الْأَخْلاق وَالطِّبَاع الْمُسْتَقِيْمَة، وَهَل كُل خَارِج عَلَى الْقَانُوْن أَيُّهَا الْأَحْمَق عِقَابِه يَكُوْن فِي إِطْلَاق الْنَّار عَلَيْه ؟ (إِن لَكُم لَمَا تَحْكُمُوْن)(الْقْلُم: مِن الْآَيَة39)

إِن الْحِزْب وَالْحُكُوْمَة الَّتِي تُعَادِي شُرِع الْلَّه لَيْس أَمَامَهَا مِن سَبِيِل لِحُكْم الْدَّوْلَة وَسِيَاسَتَهَا إِلَّا سَبِيِل وَنُهُج سِيَاسَة الْسَّمَك الَّتِي تُجْعَل الْضَّعِيِف طَعَاما لِلْقَوِي، فَيُفْسِد بِذَلِك الْنِّظَام، وَتَذْهَب الْبَقِيَّة الْبَاقِيَة مِن الْسَّلَام ، وَيَخْتَل التَّوَازُن ، وَتَضْطَرِب الْحَيَاة، وَيُذِل الْحَق، وَيُفَلِّس الْمَنْطِق، وَتَأْخُذ جَمَاعَات الْسَّمَك الْصَّغِيْر الْرِّخْو تَضْطَرِب اضْطِرَاب الْقَلَق الْمُمِيْت، وَالْح

يَرَة بَيْن الْحِيَتَان الْدِكْتَاتُورِيَّة الَّتِي لَا تُرِيْد بِطَبْعِهَا أَن تُبْقِي عَلَى سَمَكَة، وَالْتَّمَاسِيح الْدِّيِمُقْرَاطِيَّة الَّتِي لَا تُرِيْد أَن تُبْقِي عَلَى حُوْت، وَعَلَى ذَلِك جَاء كَلَام هَذَا الْأَحْمَق وَسُلُوْك حِزْبَه.، فَكَان بِذَلِك رَسُوْل الْشَيْطَان الَّذِي قَضَى بِالْقَتْل عَلَى نَفْسِه وَعَلَى شِيَعَتِه .

يَقُوْل الْأَسْتَاذ صَادِق الْرَّافِعِي :

" إِن الْأُمَّة لَن تَكُوْن فِي مَوْضِعِهَا إِلَا إِذَا وَضِعَت الْكَلِمَة فِي مَوْضِعِهَا، وَإِن أَوَّل مَا يَدُل عَلَى صِحَّة الْأَخْلَاق فِي أُمَّة كَلِمَة الْصِّدْق فِيْهَا، وَالْأُمَّة الَّتِي لَا يَحْكُمُهَا الْصِّدْق لَا تَكُوْن مَعَهَا كُل مَظَاهِر الْحُكْم إِلَا كَذِبا، وَهَزْلَا، وَمُبَالَغَة" وَنَقُوُل : وَسَلْبَا وَنَهْبَا وَإِذَاعَة لِلْفَاحِشَة.

إِن جَرِيْمَة هَذَا الْأَحْمَق لِتَنَال كُل مَن كَان سَبَبا فِي ظُهُوْر أَمْرِه وَلَو كَان صَوْتَا سَجَّلَه بِخَطِّه، أَو حِمَايَة بَذَلَهَا لِصِيَانَة حُمْقِه ، أَو شَهَادَة زُوَّر شَهِد لَه بِهَا عَلَى وَفْق مَا حَكَم الْلَّه تَعَالَى فِي قَضَائِه الَّذِي لَا مُعَقِّب لَه ( إِنَّا نَحْن نُحْي الْمَوْتَى وَنَكْتُب مَا قَدَّمُوْا وَآَثَارَهُم وَكُل شَيْء أَحْصَيْنَاه فِي إِمَام مُبِيْن) (يـس:12) ، وَيَا لَه مِن أَثَر قَبِيْح أَن يُنْتَخَب مُجْرِم لَيَسُب دِيَن الْلَّه وَيُنَادِي بِذِبْح عِبَاد الْلَّه ، إِن الْمُجْرِم لَيْس هَذَا الْأَحْمَق وَحْدَه، الْمُجْرِم كَذَلِك هُم مِن صَنَعُوْه وَحَمَوْه ، ثُم مِن سَكَتُوْا عَلَيْه وَتَرَكُوْه.

صَدَر عَن جَبْهَة عُلَمَاء الْأَزْهَر فِي 6 مِن جُمَادَى الْأُوْلَى 1431هـ الْمُوَافِق 20 مِن أَبْرِيْل نِيْسَان 2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق